تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ~ .•:*¨`*:•. الرعاية الإجتماعية في الإسلام .•:*¨`*:•. ~

~ .•:*¨`*:•. الرعاية الإجتماعية في الإسلام .•:*¨`*:•. ~

بسم الله الرحمان الرحيمو الصلاة و السلام على أشرف المرسليننبينا محمد صلى الله عليه وسلم

~ .•:*¨`*:•. بسم الله الرحمن الرحيم .•:*¨`*:•. ~

الحمد لله رب الكون الفسيح و خالق الخلق و ميسر الأمور و فارج الهم و الغم

و الصلاة و السلام على أكمل الخلق و أشرف الأنبياء محمد و آله و صحبه

و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

أما بعد :

سنتناول أطراف حديثنا حول …

~ .•:*¨`*:•. الرعاية الإجتماعية في الإسلام .•:*¨`*:•. ~

مستعينين بالله تعالى في هذا و منه التوفيق و النجاح

علماً بإن مرجعي في نقل المعلومات من محاضرة من موقع :

.•:*¨`*:•. الشبكة الإسلامية .•:*¨`*:•.

و سنضيف المراجع التي نقتبس منها و ننقل

سائلين المولى كل التوفيق لأوطاننا و للأمة الإسلامية

11 أفكار بشأن “~ .•:*¨`*:•. الرعاية الإجتماعية في الإسلام .•:*¨`*:•. ~”

  1. ~ .•:*¨`*:•. معنى الرعاية الاجتماعية .•:*¨`*:•. ~

    [align=justify]من حيث التعريف أو المدخل التعريفي فإن الرعاية الاجتماعية سوف ينتظم تعريفُها ببيان حقيقتها وأهدافها، وإشارة سريعة -مع أنها سوف تأتي مفصلة- إلى من ينتظمهم نشاط الرعاية الاجتماعية. [/align]

    فالرعاية الاجتماعية:
    [align=justify]كفالة اجتماعية تنظر إلى الاحتياجات الإنسانية نظرة متكاملة ولا تظنوا -حينما نقول: كفالة- أنها كفالة قاصرة على المسنين أو على أصحاب القدرات القاصرة.
    إن الرعاية أوسع من ذلك وأشمل، فهي كفالة اجتماعية تنظر إلى الاحتياجات الإنسانية نظرة متكاملة لا تبتغي الربح من وراء عملها ، شعارها: (الرفاهية للجميع) بطريقة علمية مفيدة، من غير إحساس بشفقة خاصة أو استضعاف أو ممنونية. [/align]

    وأعداء الإنسانية في منظور الرعاية الاجتماعية خمسة:

    ~ .•:*¨`*:•. الجوع – والمرض – والجهل – والبطالة – والتشرد .•:*¨`*:•. ~

    الهدف الأسمى للرعاية الاجتماعية:
    [align=justify]هو تأمين مستوىً كريم من المعيشة والخدمات الأساسية للجميع، بمعنى: أنه إذا كان هناك من يناله بجهده وبمِلكه الخاص وبقدراته الخاصة فإن الرعاية الاجتماعية توفر ذلك لمن ينتظم فيها وينتسب إليها، ولقد قال أهل الاختصاص: إن تحقيق هذا الهدف يحتاج إلى مراجعة منتظمة بين فَينة وأخرى حسب المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية حيث تتغير الحاجات التي تحتاج إلى إشباع، وهذا سوف نأتي إليه مفصلاً -إن شاء الله- في ثنايا هذه الكلمة من حيث المتغيرات التي أدت إلى أن يلتفت الناس إليها، وبخاصة في عصرنا الحاضر إلى مثل هذا النوع من النشاط. [/align]

    وزيادة في التعريف والإيضاح:
    [align=justify]فإن الرعاية تعني -وهذا هو المهم- تحقيق تكافؤ الفرص، أي: أنها مبادئ وأسسٌ وتوجهاتٌ تحكم الأعمال الجماعية المتعلقة بكثيرٍ من الجوانب الإنسانية والعلاقات بين الناس، غير مرتبطة بالعلاقة الاقتصادية البحتة، أو الوظيفية ذات المردود المادي.

    وحيث إننا بصدد التعريف، فلا بد من الإيضاح أن الرعاية الاجتماعية غالباً ما تتوجه إلى العناية بالإنسان حين يكون عاجزاً عن رعاية نفسه، وهذا غالباً هو المفهوم السائد، ولكن الذي يبدو -وما سوف نرى- أن ذلك أوسع؛ لكن لا بد أن نشير إلى هذا؛ لأننا بصدد التعريف، فلا يمكن أن يُغفَل هذا الجانب، وهو من أهم مناشط ومفاهيم الرعاية الاجتماعية.

    إن الرعاية الاجتماعية غالباً ما تتوجه إلى العناية بالإنسان حين يكون عاجزاً عن رعاية نفسه. ومن هنا فإن وظيفة الرعاية تنصب على برامج التأمين ضد الشيخوخة، والعجز، وإصابات العمل، وموت العامل، ورعاية الأمومة، وفُشُو البطالة، ورعاية الأسرة، والعلاوات الأسرية، أي: أنها تلاحظ فئات من المجتمع تغيرت عليهم الأيام أو لحقت بهم كوارث أو حلت بهم نوازل، كما قد يُبتلى بعضهم بعاهاتٍ أو إعاقات، يستحقون معها رعاية خاصة تحافظ عليهم ليبقوا منتمين إلى الجماعة، مرتبطين بالمجتمع، قادرين على العطاء، وقادرين على التكيف في ذات الوقت.

    وإذا كان هذا الشمول كله يتناول معنى الرعاية الاجتماعية كمصدر مستقل من مصادرها ومراجعها، فإن المسئولية فيها لا تخص فرداً أو فئة، بل إنها مسئولية مشتركة، يسهم فيها المجتمع والأمة والدولة، غير أنها قد تبدأ متدرجة من الأسرة والوالدَين، ثم القرابة والخيرين الموسرين، ثم على الدولة أن تتحمل مسئوليتها وتقدم الرعاية لمن هم في أمس الحاجة إليها .

    إذاً: هذا هو تعريفها من حيث حقيقتها، ومن حيث أهدافها، ومن حيث المنتمين إليها، والقائمين عليها.[/align]



  2. ~ .•:*¨`*:•. الإسلام والرعاية الاجتماعية .•:*¨`*:•. ~

    [align=justify]الشريعة هي المحجة التي جاء بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من عند ربه، وأوجب اتباعها والتزامها وصونها، وهي إلى الله أقصد سبيل بأن مبناها على الوحي والتنزيل، والخير كله في اتباعها، والشر كله في إضاعتها وضياعها، ولقد جعل الله لها حُماة يقيمون منارها، وحَمَلةً يحفظون شعارها، فحماتُها الملوك والأمراء، وحُفَّاظُها الأئمة والعلماء، في عدالة لا يُعدَل عنها، وكفاية لا يجوز الخلو منها، والشريعة في نظرتها للمجتمع تؤكد أنه كيانٌ إنساني متواصل، فالأسرة فيه ترتبط بالمودة الواصلة، والمجتمع في القرية والبلدة يتعاون أعوانه على الخير والأخذ بيد الضعيف والعاجز وتنمية المستغلات والموارد المملوكة للآحاد أو الجماعة على أكمل وجهٍ مستطاع، والأمة يتضافر آحادها على الخير فيما بينها وعلى التعاون فيما ينفعها، والإنسانية كلها تتعاون على رفعتها؛ فالقوي ينصر الضعيف، والعالِم يعلم الجاهل.[/align]

    ~ الإسلام لا يدعو إلى التفريق العنصري ~

    [align=justify]والقرآن الكريم أعلن أن الناس أمة واحدة، واختلافهم في ألوانهم وأجناسهم ولغاتهم لا يقتضي التفاوت في معنى الإنسانية وحقوقها، بل الجميع في هذا سواء، وما كان الاختلاف في الشعوب والقبائل إلا من أجل التعارف والبراءة من التناكر والتدابر، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13] وذلك كله في قانون الإسلام يقتضي أن يمد الإنسانُ بالعون لكل من يحتاج العون.

    وعليه: فإن السعي في تهيئة الفرص لمريد العمل ومستطيعه ومطيقه أمرٌ تدل عليه تعاليم القرآن والسنة وتوجهاتهما، ويتاح لكل إنسانٍ من العمل قدر استطاعته الجسمية والعقلية، ومن قعدت به قوته عن العمل، فحقٌ أن تهيء له أسباب الحياة الكريمة.[/align]

    ~ الإسلام يدعو إلى التضامن والتعاون ~

    [align=justify]إن الإسلام يدعو أهله لينظموا جهودهم الواجبة والطوعية لسد حاجات الأفراد والأُسَر وكل من كان في حاجة إلى مساعدة مادية أو عينية أو معنوية أو صحية أو إعانة بدنية، ونصوص الشرع جلية متكاثرة في تخصيص أصحاب القدرات الناقصة والإمكانات القاصرة بنوع رعاية كالأطفال، وكبار السن، والعجزة، والأرامل، والمساكين، وهذه قدرات متناقصة من أنواعٍ متباينة كما تعلمون، فعجز الطفل غير عجز كبير السن، والعجز في الأرملة غير عجزه في الأنواع السابقة .. وهكذا.

    فنصوص الشرع جلية متكاثرة في تخصيص أصحاب القدرات الناقصة، والإمكانات القاصرة بنوع من الرعاية، سواءٌ أكان في سن الحضانة أم مَن كَبُر حتى صار زمناً أم كان من أصحاب الإعاقات أو ذوي العاهات والأرامل واليتامى والمساكين والمسافرين وأبناء السبيل.

    ومن المؤكد أنه يدخل فيهم ما يستجد من حوادث ونوازل حسب الحاجة والمتغيرات من نزلاء دور التوجيه الاجتماعي والملاحظة الاجتماعية، وسيزداد الأمر هذا جلاءً -إن شاء الله- حين الحديث عن صورٍ من الرعاية في الإسلام. [/align]



  3. ~ .•:*¨`*:•. ميادين الرعاية الاجتماعية .•:*¨`*:•. ~

    [align=justify]دين الإسلام هو الركيزة الأساسية في تنظيم المجتمع الإسلامي، لما اشتمل عليه من مبادئ توجه العلاقات بين الناس، ونظم تحمي هذه المبادئ وتجعلها واقعية؛ تعالج حاجة الفرد وحاجيات الجماعة، وتنظم علاقات المجتمعات لتسمو بها عن الشروع عن كل مصادر الإيذاء، وتدفعها إلى طريق السعادة الشاملة، وقد سلك الإسلام للوصول إلى هذه الغاية النبيلة مسلكاً دقيقاً وعملياً يتماشى مع طبيعة البشر، ويتوافق مع متغيراتهم، فهو لم ينظر إلى الرعاية الاجتماعية على أنها قضية قائمة بذاتها أو مستقلة، بل رأى أن المجتمع في قضاياه متشابك وأن قضية الرعاية تدخل فيها مكونات لا حصر لها، ومن ثَمَّ فإن توفيرها ووضع الأسس لقيامها إنما يكون بدراسة هذا الكل في مفرداته وإعطاء كل جزءٍ نصيبه من الدراسة، وبالتالي من التوجيه والتشريع، ولعل ما سبق -أيها الإخوة- من تعريفٍ يوضح ما نقصد إليه هنا ونرمي.

    فمثلاً: مبدأ المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار منه صورة مِن صور التكافل بين المسلمين، حين ترك المهاجرون أهلهم وأموالهم هجرة في سبيل الله، فاستقبلهم إخوانهم الأنصار بالإيثار في أسمى المعاني، وليدعم الإسلام مبدأ التكافل، ووضع تنظيماتٍ يوفر بموجبها للأفراد غير القادرين على الكسب مورداً أو الذين لا يكفيهم كسبهم.
    فمن صور التكافل:

    نفقة الصغار، ونفقة الزوجة والمطلقة، ونفقة الوالدين والأقارب، ونفقة الحاضنة، والزكاة ومصارفها، وبخاصة مصرف ابن السبيل ومصرف الغارمين، وكذلك الأوقاف بكل نصاعة ونضارة.
    ونفقة الأقارب واجبة على تفصيلٍ مبسوط في كتب الفقه -وعندي بعض التفصيل لكن قد أتجاوزه وأخشى أن يطول الوقت.

    والكفارات في الإسلام نصرفها للمساكين وبتنويعٍ عجيب، سواء أكانت كفارة اليمين، أو كفارة الظهار، أو كفارة الجماع في نهار رمضان، أو كفارة محظورات الإحرام … إلخ.
    كذلك دية القتيل لا يتحملها القاتل، في حالة القتل الخطأ، بل على العاقلة.[/align]



  4. ~ .•:*¨`*:•. ميادين الرعاية الاجتماعية .•:*¨`*:•. ~

    ~ كبار السن ~

    [align=justify]وكبار السن موجودون في كل مجتمع، وقد تمر على بعضهم -أو على كثيرٍ منهم- في بعض المجتمعات أحوال تجعلهم يعيشون في نوعٍ من الاكتئاب والانعزالية نتيجة اختلاف الأجيال وغفلة الشباب، أو غفلة العاملين في أعمالهم عن هذه الفئة.

    ومن هنا ندرك عظمة ديننا حين خص عن الفئة برعاية خاصة اعترافاً بماضيهم، وتقديراً لخبرتهم، وحفظاً لحقهم.

    ويرتسم هذا المنهج حين نتأمل التوجيه القرآني في حق الوالدين في عبارة قرآنية رقيقة يحس بها أصحاب القلوب المؤمنة الرحيمة حينما يقول الله عز وجل: إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً [الإسراء:23-24] وهذا انطلاق للإحساس بالمرحلة التي يبلغها كبير السن، حينما يؤدي ما عليه، ويبقى الذي له، وحينما يكون ضعيفاً لا يستطيع أن يقوم بالنشاط الذي كان يقوم به.

    كنتَ ضعيفاً أنت في حال الصغر والصبا: إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا [الإسراء:23] إلى أن قال: وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً [الإسراء:24] فجديرٌ حينما يمر أحدنا بكبيرٍ قد أقعده الزمن أن يتذكر حالة عجزه حينما كان يعطف عليه الكبار، فحقٌ عليه أن يعطف هو على هؤلاء الذين عطفوا عليه.

    ولقد وُجِدَت أربطة للمطلقات والأرامل يمكثن بها حتى يتزوجن أو يرجعن إلى أزواجهن، وكثرت المستشفيات والبيمارستانات والملاجئ والأربطة ونُزُل المسافرين لإيواء أبناء السبيل والمرضى والفقراء وغيرهم من ذوي الحاجات على حسب تنوع حاجاتهم.[/align]



  5. ~ .•:*¨`*:•. ميادين الرعاية الاجتماعية .•:*¨`*:•. ~

    ~ رعاية الأطفال والسفهاء والمجانين وغيرهم ~

    [align=justify]أُدْخِلت ولاية الأيتام والسفهاء والمجانين ومصالحهم وأموالهم وكفلاؤهم في ولاية القضاء، لماذا؟ لأن ذلك يحتاج إلى مزيد عناية بحسب ولاية القضاء، فأما إذا رأى الإمام أن يخص من هو كافٍ للقيام به، فله ذلك ولا فرق في ذلك بين من له وصيٌ خاص وبين من لا وصي له، فالأمر كله يعود في النهاية عند التقصير إلى الحاكم أو إلى القاضي كما هو معلوم.

    فإذا كان الوصي قائماً بما عليه من نظر في مصالح اليتيم والسفيه والمجنون، استمر الحاكم أو السلطان على إجازة قيامهم به، ولم يتعرض له، وإن كان مقصراً أو متهماً، أسند معه غيره، وإن كان مستحقاً للعزل عزل.

    واسمع إلى ما يقوله بدر الدين بن جماعة الشافعي في هذا الباب، وهو يتكلم عن حق الجنود، إذا تُوُفوا في المعركة أو استشهدوا يقول: إذا مات بعض المرتزقة من الأجناد -المرتزقة أي: الذين يأخذون رزقاً من بيت المال، وليس بالمصطلح المعاصر (مرتزقة) إنما هؤلاء هم الذين يأخذون جزءاً من بيت المال، والغزاة الذين يستحقون الزكاة قال العلماء: هم الذي لا ديوان لهم، أي: لا يأخذون شيئاً من بيت المال، لكن هناك نوعٌ من الجنود يأخذون من بيت المال نصيباً- فقال: وإذا مات بعض المرتزقة من الأجناد استمر عطاؤه على بناته وزوجاته إلى أن يتزوجن من يكفيهن، وعلى صغار أولاده الذكور إلى أن يبلغوا، ويستقلوا بالكسب، أو يرغبوا في أهلية الجهاد -أي: يسجلوا مع المجاهدين- وعلى الأعمى والزَّمِن منهم أبداً قدر الكفاية -أي: إلى أن يموت- كل ذلك لترغيب أهل الجهاد وتوفير خواطرهم عليه وتطييب قلوبهم على عيالهم بعدهم، فهذا كلام ابن جماعة .

    إذا رأيتم نظام التقاعد أو نحوه أو نظام إصابات العمل فستجدون أنها لم تبلغ حتى هذا التعبير الذي عبر به ابن جماعة من الشافعية رحمه الله، ورحم علماءنا جميعاً.

    كذلك -أيضاً- قد نقف عند رعاية الطفولة، فهي تشمل تلك الجهود الاجتماعية والاقتصادية ونواحي النشاط الأخرى التي تعمل على رفع مستوى الرخاء للطفل، كفردٍ له مكانته وكيانه، وكعضو في المجتمع الكبير.
    واهتم الإسلام بالطفل -كما هو معلوم- وحدد معاني العناية بالجنين قبل ولادته، كما عنى بحقوقه بعد ولادته، كما اهتم بحضانته وتربيته … الخ.

    وقد كان عمر رضي الله عنه لا يفرض لمولودٍ شيئاً حتى يُفْطَم، إلى أن سمع ذات ليلة امرأة تُكْرِه ولدها على الفطام وهو يبكي، فسألها عنه فقالت وهي لا تعرفه: إن عمر لا يفرض للمولود حتى يُفْطَم، وأنا أكرهه على الفطام حتى يفرض له، فقال: يا ويل عمر ! كم احتمل من وزرٍ وهو لا يعلم! ثم أمر مناديه، فنادى: لا تعجلوا أولادكم بالفطام، فإنه يفرض لكل مولودٍ في الإسلام.

    ثم إنه كَتَب إلى أهل العوالي وكان يُجري عليهم القوت -لاحظوا التجربة التي أجراها حتى يعرف كم تستحق كل عائلة، وهي التجربة التي وعدنا ببيانها- فأمر بجريبٍ من الطعام فطُحِن -جريب أي: مقدار من الكيل- ثم خُبِزَ ثم فُرِدَ بزيتٍِ، ثم دعا بثلاثين رجلاً، فأكلوا منه غداءهم حتى أصدرهم، ثم فعل في العشاء مثل ذلك، فقال: إذاً يكفي الرجل جريبان من كل شهر، والتجارب قابلة للتجديد وقابلة للتطوير، لكن لاحظوا مدى حرصه على العدل، ثم انظروا أيضاً إلى واقعيته في طريقة تحقيق الحق للناس.

    وكان يرزق -أي: يصرف للرجل وللمرأة وللمملوك- جريبين جريبين في كل شهر، وكان إذا أراد الرجل أن يدعو على صاحبه قال له: رفع الله عنك جريبك، أي: قطع الله رزقك.

    وتقدير العطاء كذلك -وهذا قد يكون من اللطائف- فالكفاية قال العلماء معتبرة للإنسان بحسب ما يلي:

    أولاً: عدة من يعوله من الذراري والممالك، يُحصَى البيت، ليُعرَف كم فيه ممن يعولهم هذا الرجل، أو كم يسكن في هذا البيت.

    الثاني: عدد ما يرتبطه من الخيل والظهر إنه يُعْطَى بدل بنزين، فمادامت أن الخيل والظهر محسوبة فإذا كان إنسان ليس عنده ظهر، وعنده سيارة، فقد يُعْطَى بدل وقود.

    الثالث: الموضع الذي يحله في الغلاء والرخص، أي: اختلاف الأسعار، فلاحِظ أن التقادير جميلة، فالعلماء ما تركوا شيئاً.

    فباختصار هي:
    أولاًَ: عدة من يعوله من الذراري والمماليك.
    ثانياً: عدد ما يرتبطه من الخيل والظهر.
    ثالثاً: الموضع الذي يحله في الغلاء والرخص، أي: فارق الأسعار، فقد كان عندهم تضخم، وكان عندهم انخفاض، فيقدر كفايته في نفقته وكسوته في عامه كله، فيكون هذا المقدر في عطائه، ثم يُعرَض حالُه في كل عام، فإن زادت رواتبه الماسة زِيْدَ وإن نقصت نُقِصَ.

    وعلى قيم اليتيم أن يراعي حاله وصلاحه، ويكون تحت إشراف القاضي كما هو معلوم، ويعمل على تنمية مال اليتيم وزيادته، وكذلك -أيضاً- يوضع مال اليتيم في خزائن أمينة يؤمن عليها من الضياع.[/align]



  6. ~ .•:*¨`*:•. ميادين الرعاية الاجتماعية .•:*¨`*:•. ~

    ~ الوقف ~

    [align=justify]الوقف كذلك هو أمرٌ جلي، وحقه أن يفرد -حقيقةً- بحديث؛ لأنه يمثل مرحلة من تطور الأمة؛ لكن مع الأسف الأمة أضاعت أوقافها، وأضاعت كثيراً من حالها، فلو أن الأوقاف عادت إليها وظيفتها، فإن الأمر سوف يختلف كثيراً، وسوف تجد كثيراً من الذين يحتاجون إلى رعاية يمكن أن يُرْعَوا من غير أن تتطلع أيديهم إلى ما في أيدي الناس، أو ما في أيدي الأثرياء، حتى إن بيت المال يخف كثيراً من أحماله لو أن نظام الوقف أقيم على وجهه، مع أني أعرف -كما تعرف الصحف وغيرها- أن الوزارة لها توجه محمودٌ في محاولة الاستفادة من الوقف.

    فيمثِّل الوقف في تاريخ الأمة ركنا قوياً في الرعاية الاجتماعية، لما يتضمنه من شروط الواقفين، لصرف غلة الوقف على العجزة والأرامل والمساكين وذوي الحاجات؛ بل حتى على طلبة العلم وإحياء العلم ورسالته ووظائفه، والأوقاف العامة والخاصة مفوضةٌ إلى القضاة، فإن خص الإمام بها من يصلح لها وفوضَّها إليه، صح ذلك، وليست دائماً مفوضة للأئمة؛ فإذا كان الواقف -كما تعلمون- وضع ناظراً، فإن كان
    عدلاً، فإنه يتعين عملاً بشرط الواقف كما هو معروف.

    والأوقاف واسعة في ميادينها، فنهاك أوقاف مساجد، وأوقاف أربطة، وأوقاف مدارس، ونزل مسافرين، وأشياء كثيرة.[/align]



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.