الجرح القديم

لا تنْكأ الجُـرْحَ القَدِيْم
بالنّبشِ في الماضي الأليمْ
النفْخ في أثرِ الرمادْ
يشْعِلُ نَاراً في الهَشِيْمْ
لا تُشْعلْ النَار التي
خمَدتْ وكانتْ كالجَحِيم
حَدّثني عن أمْرِ الصِحَاب
واجْعَل حَدِيثك في الصّميم
إن الحدِيْثَ عن العَطاء
يشْفي عليلاً وسَقِيم
إن العزاء والرثاء
إن الوِصَال المسْتَدِيْمْ
هي صِفَاتُ الأوفياء
لصَحْبِهِ دوماً حَمِيْم
أنشدْ صِحَابا ً كالدّواء
ودرْ من الصحبِ الذَمِيْمْ
إن اصْطِحَاب النبلاء
مثل اصْطِحَابك للنّسِيمْ
خيْرُ الصِحَاب العظماء
يا صَاحِبي الشَهْمُ الكَرِيمْ
اخْتَرْ رَفِيْقَك في الحيَاة
خيْرُ الرَفِيْق هو الرَحِيمْ
إن رِفَاقَ الخيْر دوْمَاً
في الحياة هُمُ النَعِيمْ
واهْجُرْ رِفَاقَ السّوء تبَقْىَ
في الطرِيْقِ المسْتَقِيمْ
إن رَفِيْقَ السّوْء مَهْمَا
أكْرَمْتَهُ يبَقْىَ لئيم
يَعُضّ فِيْكَ إذا التَفَتّ
يَبِيْعُكَ بَيْعَ القَدِيمْ
يُسَفّهُ العمَل العَظِيمْ
يُقَبّحُ الوجْهَ الوَسِيمْ
ليشْعِلَ الأحْقَادَ دوْماً
يرْفُض الحَلّ السّلِيمْ
إن السَبِيْل إلى النجَاح
الوجْهُ والطّبْعُ الحَليمْ
إن نجاحَكَ في الحيَاة
تلَقَى خَلِيلاً أو نَدِيمْ
وجهٌ بشوشٌ كالصّبَاح
كالبدْرِ في الليلِ البَهِيمْ
ـــــــــــ