تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » لو سمحتوا بحوث أو تقارير أو أوراق عمل للثالث الثانوي الأدبي والعلمي

لو سمحتوا بحوث أو تقارير أو أوراق عمل للثالث الثانوي الأدبي والعلمي

بسم الله الرحمان الرحيمو الصلاة و السلام على أشرف المرسليننبينا محمد صلى الله عليه وسلم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

كيف حالكم يا بناات المنتدى ،،، الصراحه أنا دخلت منتداكم العلمي وعيبني حيل

روح التعاون إللي بينكم وأحييكم عليه ماشاءالله تبارك الله ،،

ولي طلب لو تكرمتوا تساعدوني فيه لأنه متعبني حيــــــــل وربي ،

إخواني في الثانويه العامه وواحد علمي والثانيه أدبي ،، وطالبين منهم تقارير

وبحوث وأوراق عمل ،،

فإللي تقدر تساعدني بأوراق عمل أو بحوث أو تقارير ،، عن

( أحياء – كيمياء – فيزياء – جيولوجيا ) ——–> لأخوي إللي بعلمي
( علم نفس-والمواد الأدبيه -إقتصاد) ———–> لإختي إللي بأدبي

والله لولا ضيق الوقت ودوامي لين 5 العصر جان سويتها لهم فساعدوني

الله يجزاكم خيــــــــــــر وياليت تكون خلال هاليومين فقط *_*

والسمــــــــــوحه

6 أفكار بشأن “لو سمحتوا بحوث أو تقارير أو أوراق عمل للثالث الثانوي الأدبي والعلمي”

  1. هذا التقرير لمادة الجيولوجيا

    جيـولـوجيـا علمـي &&& النفط وتكوينه حسب النظرية العضوية &&&
    ________________________________________
    المقدمة:
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
    لقد اخترت هذا الموضوع نظرا لأهميته ولما نتطرق له من معلومات تخص المنهج وفيما يلي تقرير عن تكون النفط حسب النظرية العضوية
    الموضوع:
    اختلفت الآراء وتناقضت النظريات بالنسبة لأصل النفط وكيفية تكونه وحفظه تحت الأرض . النفط بصورة عامة يمكن ان يكون قد تكون من المواد اللاعضوية (Inorganic ) او من مواد عضوية ( Organic تكوينه حـسب النظرية العضوية) ولكن بصورة عامة هناك أسباب عديدة تؤيد صحة النظرية العضوية في تكوين النفط .
    في عام ( 1956 ) اقترح العالمان ( Hunt و Jamieson ) بان النفط متكون جزئيا من الكائنات الحية ثم ترسب في الصخور الرسوبية وان الجزء الأخير من النفط تكون فيما بعد داخل الصخور الرسوبية نتيجة بعض التغيرات الكيماوية .
    فيما بعد لوحظ ان النفط الخام يحتوي على مشتقات الكلوروفيل ( Chlorophyll ) ومشتقات ( الهمين )
    ( Hemin ) ان الكلوروفيل هو الصبغة الخضراء الموجودة في النباتات اما الـ (همين ) فهو صبغة دم الحيوان .
    في عام 1934 وجد العالم (Treibs) ان مشتقات الكلوروفيل أكثر بثلاثين مرة من مشتقات ( الهمين ) ولهذا فقد اقترح الأصل النباتي لتكوين النفط وذلك لكثرة مشتقات الكلوروفيل في النفط الخام .
    في سنة 1952 تمكن (Oakwood) من فصل وعزل المركبات النشطة ضوئيا (Optically active Compounds) من النفط الخام وقد لاحظ ان هذه الاجزاء او المركبات هي عبارة عن هايدروكاربون متبلور.
    ان المركبات النشطة ضوئيا لاتتكون على الإطلاق الا من الكائنات الحية وهذا فان أصل النفط يمكن اعتباره من الكائنات الحية .
    في عام ( 1962 ) استطاع العالم (Mair) من عزل نواة ( السترويد ) (Steroid Nuclei) وهذه النواة توجد في الكائنات الحية فقط ، فمعنى ذلك ان النفط قد تكون من اصل كائنات حية وجاء اكتشاف (Mair) تاكيدا لنظـــــــــــــــرية (Oakwood) وفيما بعد جــــــاء العالمان (Sokolov and Veber ) واعلنا نتيجة بحث طويل على مركبات الهيدروكاربون الموجودة في الرسوبيات الحديثة المترســـــــــبة في البحر الاسود وبحر الكاسبيان (Black Sea) و (Caspian Sea) بان هذه الرسوبيات الحديثة تحتوي على مركبات عضوية متجمعة لها خواص النفط ولاكن لاتحتوي على أي هايدروكاربون ضمن حدود (C2-C14) ولهذا فقد اكد بان الهايدروكاربون الموجود في الرسوبيات الحديثة لايمكن اعتباره نفطا بالمعنى الصحيح ، وذلك لفقدان وعدم توفر الجزء المكون من C14 والذي يؤلف حوالي 50% من النفط الخام . والهايدروكاربون الموجود في الرسوبيات الحديثة في البحر الاسود وغيره من البحار لاتحتوي على أي نوع من البرافين (Paraffin’s) او نفتين (naphthenic) او أي نوع من انواع (aromatic hydrocarbons) الحاوية على اقل من تسع ذرات كاربون التي هي في الواقع لاتتكون من الكائنات الحية ولهذا فان مثل هذه المركبات الموجودة في النفط الخام لابد وان يعتبر تكوينها ثانويا ويحدث فيما بعد وبالذات بعد تغطية الرسوبيات الحديثة بطبقات رسوبية أحدث .
    بالنسبة للبيئة التي يتكون فيها النفط يمكن اعتباره بيئة اختزالية وليست بيئة تاكسد ، وابسط دليل على ذلك هو قلة الاوكسجين الموجودة في النفط الخــــام ( 2%بالوزن ) .
    يمر المستودع الخازن للنفط الخام بدرجات مختلفة ومتباينة من حرارة وضغط ومثل هذه التغيرات قد تنتج بسبب الحركات الارضية ، الترسيب ، دفن الرواسب الحاوية على النفط وغيرها من الاسباب بالنسبة للضغط المسلط على النفط الخام فانه يتراوح بين الضغط الجوي وضغط ( 80000 ـ 10000 ) psi كذلك بالنسبة لدرجة حرارة النفط داخل الأرض فقد تكون عالية وتصل إلى أكثر من ( 250 ) درجة فهرنهايت . إذن فان النفط يعاني تغيرا كبيرا في درجات الحرارة وأيضا في الضغط من دون إن يحدث تغير واضح في خواصه الفيزياوية ولكن بعض التغيرات الكيمياوية تحدث نتيجة مثل هذه التغيرات الحرارية والضغط .
    درجة حرارة المستودع النفطي نادرا ما تتعدى ( 7ر100م ) ولكن درجة حرارة ( 114 م ) قد سجلت بالفعل في بعض الآبار النفطية العميقة .

    طبيعة المواد العضوية المكونة للنفط The Nature of Organic Source Material )
    لايوجد أي دليل قاطع على نوعية المواد العضوية الاولية المكونة للنفط وهل هي مكونة من نوع واحد او من عدة انواع من المواد العضوية .

    1ـ البروتينات ( (Proteins :
    تعتبر البروتينات من مركبات النتروحين المكونة للجزء الاكبر من النباتات والحيوانات وتحتوي هذه البروتينات على حوالي 16% الوزن من النتروجين .
    ايضا يوجد الكاربون ، والهيدروجين ، والاوكسجين ، والكبريت ، الفسفور والحديد
    ان العديد من الحوامض الامينية وجدت في الصخور الرسوبية القديمة والكثير منها موجود الان في الصخور الروبية الحديثة في معظم البحار ولهذا فقد تكون البروتينات من المواد الضرورية لتكون النفط الخام .
    2ـ الكاربوهايدرايت ( Carbohydrate ) :
    توجد الكاربوهايدرايت ( المواد النشوية ) في الأجزاء الحيوانية والنباتية على السواء وهذه المواد تتكون بصورة رئيسية من :ـ
    سكر الكلوكوز (glucose sugar) C6H12O6
    النشاء (Starches) (C6H10O5)n
    السليلوز(Cellulose) (C6H12O5)
    وجميع المواد النشوية تتكون من جزيئات طويلة متعددة الحلقات وجميع هذه الجزيئات يمكن تحليلها لتعطي الحوامض التالية:
    Humus (هيومس) و Humic acid (هيوميك) ويمكن اعتبار هذه الحوامض من المكونات الرئيسية في تكوين النفط الخام.
    3ـ الشحوم والحوامض الدهنية Fats, fatty acids :
    تدخل الشحوم والحوامض الدهنية في تركيب الأجزاء النباتية والحيوانية وهذه المواد قد تتدخل في تكوين النفط
    4ـ الهيدروكاربون Hydrocarbons :
    تحتوي هذه المواد على الكاربون والهيدروجين والأوكسجين وقد تلعب دورا رئيسيا في تكوين النفط .
    يمكن تقسيم الكائنات الحية التي تجهز المواد الأولية العضوية لتكوين النفط الى :
    1ـ النباتات : مثل الفطريات ، البكتريا ، الاعشاب البحرية وغيرها .
    تستطيع النباتات المائية صنع وتكوين مركبات عضوية معقدة من مركبات لا عضوية مذابة في ماء البحر .
    2ـ الحيوانات : ان وجود النفط مخزونا في صخور كلسية limestone او رملية sandstone حاوية على متحجرات دليل ثانوي على الاعتقاد بان بعض الحالات يكون النفط فيها ناتجا من تحلل الاجزاء الغير صلبة للحيوانات القديمة وبهذا تختفي الأجزاء الغير صلبة وتبقى الاجزاء الصلبة للحيوان محفوظة داخل النفط الموجود في طبقة الفارس الأسفل الموجود في حقل الرميلة وبالذات في الحجر الكلسي الحاوي على حيوانات متحجرة ********ly limestone)) .

    مواد عضوية غير بحرية :

    بعض المواد العضوية تتكون على اليابسة وثم تنتقل الى البحار وهذه المواد هي :
    Humic acid C20H10O6 (هيوميك)
    Geic acid C20H12O7 (جيك)
    Ulmic acid C20H14O6 (ألميك)
    مثل الحوامض اعلاه توجد في التربة الحاوية على مواد نباتية محللة .
    يمكن اعتبار الاصماغ النباتية والمواد الشمعية من المواد العضوية الاخرى المهمة في تكوين النفط .

    تحول المواد العضوية الى نفط .

    يحدث تحويل المواد العضوية نتيجة :ـ
    1ـ تاثير البكتريا ( Bacterial Action ) :
    تلعب البكتريا دورا هاما في تحويل المواد العضوية وتفسيخها على اليابسة اما في البحار فتكثر البكتريا الاختزالية والتي تعيش في الرسوبيات البحرية .

    2ـ الضغط والحرارة ( Pressure and temperature ) :
    الحرارة والضغط او الضغط لوحده يمكن اعتباره من العوامل الرئيسية في تحويل المواد العضوية الى نفط .
    ان التفاعلات الناتجة بسبب زيادة الحرارة والضغط قد أو قد لا تحتاج إلى مواد مساعدة تساعد على زيادة سرعة التفاعل بدون ان تدخل في التفاعل .
    يعتبر عامل الوقت (Time ) من العوامل الأساسية في تحويل المواد العضوية إلى نفط بواسطة الحرارة والضغط ، بمعنى أخر إن بعض التفاعلات لو أعطيت وقتا جيولوجيا طويلا فإنها قد تحدث في درجات حرارة اقل مما لو كان وقت التفاعل قصيرا.
    3ـ المواد المشعة (Radio active Matter) :
    تكثر المواد المشعة في الصخور والمعادن المكونة للصخور البحرية وهذه المعادن المشعة في حالة تحول مستمر محررة حرارة وهذه الحرارة الموضعية قد تساعد على تحليل المواد العضوية وتزيد من سرعة تفاعلها
    بعض المواد العضوية البسيطة قد تكون مواد عضوية معقدة لها خواص كيمياوية وفيزياوية جديدة وذلك نتيجة اتحاد المواد العضوية البسيطة مع بعضها البعض تحت ظروف معينة وتسمى تلك العملية ( البولي مرزشن ) ( Poly merisation ).
    تلعب الحرارة والضغط والعوامل المساعدة دورا هاما في تفاعل ( البولي مرزشن )

    6C2H2 Prt C6H6

    بنزين Catalyst استيلين
    في التفاعل أعلاه تم اتحاد ستة جزيئات من الاستلين تحت درجة حرارة وضغط معينين وبمساعدة عامل مساعد ملائم تم الحصول في المختبر على البنزين والذي هو عبارة عن مادة جديدة تختلف نهائيا عن المادة التي تكون منها .
    تلعب عملية ال ( Poly merisation ) دورا فعالا في تكوين مركبات جديدة ومعقدة من مركبات بسيطة وتلعب دورا فعالا في تكوين المركبات العديدة المكونة للنفط الخام .
    الخاتمة:
    لقد تم التوصل من هذا التقرير إلى:
    أن النفط مكون من مواد عضويةهي
    1 ـ البروتينات ( (Proteins :
    2ـ الكاربوهايدرايت ( Carbohydrate:
    3ـ الشحوم والحوامض الدهنية Fats, fatty acids :
    4ـ الهيدروكاربون Hydrocarbons

    ومواد غير عضويةهي

    1ـ تاثير البكتريا ( Bacterial Action ) :
    2ـ الضغط والحرارة ( Pressure and temperature ) :

    3ـ المواد المشعة (Radio active Matter) :

    النتائج والتوصيات:

    المرجع:
    http://www.shababcity.com/vb/showthread.php?t=3478
    http://www.al-mannarah.com/paper.*******.page&sid=15984
    http://www.seed.slb.com/ar/scictr/wa…ing/detect.htm



  2. هذا بحث مال الدين عن الرضااعة في الاسلام

    المحرمات بسبب الرضاع وآثار القرابة الرضاعية

    المقدمة

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً … وبعد:
    ورد التحريم بالرضاع في القرآن الكريم والسنة النبوية حيث يقول الحق عز وجل ]وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة[[1] في جملة الكلام عن المحرمات ، وقال صلى الله عليه وسلم ( يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب )[2] وقد أسهب الفقهاء في الكلام عن الرضاع ومقدار الرضاع المحرم والتحريم بالرضاع وآثاره.
    وقد اقتصرنا في بحثنا هذا على الحديث عن المحرمات بسبب الرضاع وآثار القرابة الرضاعية مُبتدئينً البحث في كلام موجز عن تعريف الرضاع ودليل مشروعية التحريم بالرضاع والحكمة من التحريم بالرضاع.
    وقد ارتأينا الكتابة عن هذه المواضيع لسببين: الأول لأهمية الموضوع في حياتنا ، والسبب الثاني هو حبنا للتعرف على هذه المحرمات وضرورة النظر فيها .
    راجياًن من الله العلي القدير أن يحوز بحثنا هذا على اعجاب القارئين .

    والله ولي التوفيق

    المطلب الأول: الرضاع : تعريفه – دليل مشروعية تحريمه – حكمة التحريم بالرضاع

    أولاً: تعريف الرضاع:
    لغة: مصّ الرضيع من ثدي الآدمي في مدة الرضاع1
    شرعاً: للفقهاء عدة تعريفات في معنى الرضاع شرعاً:
    فعند الحنفية: هو مص من ثدي آدميه في وقت مخصوص[4]
    عند المالكية: وصول لبن آدمي لمحل مظنة غذاء آخر[5]
    عند الشافعية: حصول لبن امرأة أو ما حصل منه في معدة طفل أو دماغه[6]
    عند الحنابلة: وصول لبن آدميه إلى جوف صغير[7]
    والناظر في هذه التعريفات لا يجد فرقاً جوهريا بينها وإنما اختلاف في الألفاظ.

    ثانياً: دليل مشروعية التحريم بالرضاع:
    ثبتت مشروعية التحريم بالرضاع في الكتاب والسنة والإجماع[8]:
    1- من القرآن قوله سبحانه وتعالى في عداد ذكر المحرمات من النساء ] وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة [[9] وجه الدلالة أن الله سبحانه وتعالى ذكر الأم من الرضاع والأخت في عداد المحرمات من النساء فتأخذ حكمهن في التحريم وذلك أنه سبحانه وتعالى سمّى المرضعة أماً وسمّى بنتها أختاً منبّهاً بذلك على أن الرضاع يجري مجرى النسب.
    2- من السنة: فقد وردت أحاديث عدّة تفيد ثبوت حكم التحريم بالرضاع منها قوله صلى الله عليه وسلم ( إنّ الرضاعة تحرّم ما تحرّم الولادة)[10] وقوله في لفظ آخر ( يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب)[11] وقوله لعائشة ( انظرن من إخوانكن فإنما الرضاعة من المجاعة )[12].
    3- الإجماع: فقد انعقد إجماع علماء الأمة على كون الرضاع سبباً لتحريم الزواج أما سائر أحكام النسب من نفقة ورد شهادة وميراث فلا يتعلق به لأن النسب أقوى.
    ثالثاً: حكمة التحريم بالرضاع:
    انفردت الشريعة الإسلامية من بين الشرائع السماوية القائمة الآن بجعل الرضاع سبباً من أسباب التحريم، وإن لذلك أسباباً قوية موجبة لهذا التحريم منها[13]:
    1- أن المرضع التي ترضع الولد إنما تغذوه بجزء من جسمها، فتدخل أجزاءها في تكوينه ويكون جزءاً منها وإن الحس والطب يثبتان ذلك، فإن لبنها درّ من دمها ينبت لحم الطفل وينشز عظمه وإذا كان جسمها ملوثاً بمرض مستكن فيه سرت عدواه إلى الطفل وإن كانت نقية الجسم سليمة قوية استفاد الطفل منها قوة ونماء.
    وإذا كان الطفل جزءاً منها فهي كالأم النسبية بيد أن هذه غذته بدمها في بطنها وتلك غذته بلبنها بعد وضعه فإذا كانت الأم النسبية محرمة على التأبيد وبعض من يتصل بها من محرمات عليه فكذلك الأم الرضاعية فهذا أمر بديهي مشتق من الحس وكلام أهل الخبرة.
    2- إن المرضع تندمج مع الأسرة التي ترضع أحد أولادها فتكون من آحادها كما يكون الطفل في بيت مرضعته مندمجاً في أسرتها، فيكون ذلك التشابك الذي يجعل أسرته أسرتها وأسرتها أسرته أيضاً، فإذا كانت العلاقة التي تكون من هذا النوع في النسب موجبة التحريم في كثير من الأحوال فينبغي أن تكون كذلك في هذه الأحوال.
    3- هناك فائدة للتحريم بالرضاعة ذكرها بعض كتّاب الفرنجة المسيحيين الذين أعجبوا بنظام الإسلام في الرضاع وهي التشجيع على الإرضاع إحياءً للأطفال الذين ليس لهم أمهات يرضعنهم، فإن المرضع إذا علمت أنها في الشريعة أم ولها ما للأم من إجلال وتقديس ولذا تحرم على الولد كما تحرم عليه أمه فإنها تُقدم على الإرضاع من غير غضاضة وقد يكثر بذلك النسل، وقد قال في ذلك كاتب أوروبي ( قد استوحى فقهاء المسلمين تلك الحقيقة (وهي تقرير قرابة بين الولد والمرضع) مما جاء على لسان نبيهم ((تناكحوا تناسلوا تكاثروا)) فاحتاطوا كل الاحتياط لذلك الغرض الأسمى الذي هو الحياة الإنسانية وهذا هو السر في أن الإسلام أعطى المرضع هذه المكانة لأنها جادت بلبنها مساهمة في تنفيذ الوصية الربانية وهذا هو السر أيضاً في أن الإسلام رفع شأن الحامل ولقد جعل الإسلام للمرضع تلك المكانة ولو كانت غير مسلمة يهودية أو نصرانية، وإنها لمكانة سامية تجعلها في الأسرة في المكان التالي للأم).

    المطلب الثاني: المحرمات بسبب الرضاع

    • التحريم بالنسب: إذا قلنا بأنه يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ، فالمحرمات من الرضاع هنّ:
    1- أصول الرجل رضاعاً مهما علون:
    فإذا أرضعت المرأة طفلاً حرمت عليه هي وأمها وجداتها لأمها وأبيها مهما علون[14].

    2- فروع الرجل رضاعاً مهما نزلن:
    فإذا رضعت بنت من امرأة حرمت على زوجها – مسألة لبن الفحل – وحرمت عليه كذلك بناتها وبنات بناتها وبنات أبنائها مهما نزلن[15].
    3- فروع الأبوين رضاعاً:
    فإذا رضعت طفلة من امرأة حرم عليها أبناء المرضع، فالأخ من الرضاع هو كل رجل أرضعته الأم من الرضاع أو النسب، أو ارتضع بلبن الأب نسباً أو رضاعاً – أي الأخوة الأشقاء أو لأب أو لأم. وإن كان الراضع ولداً حرمت عليه بنات المرضع سواءً كنّ شقيقات أو لأب أو لأم. وسواء كنّ في مثل سنّه أو أكبر منه أو أصغر لعموم قوله تعالى ] وأخواتكم من الرضاعة[[16] والأصل في ذلك أن كل اثنين اجتمعا على ثدي واحد صارا أخوين وأختين أو أخاً وأختاً من الرضاعة فلا يجوز لأحدهما أن يتزوج بالآخر[17].
    4- فروع الأجداد رضاعاً:
    فالعمة والخالة ، وكذلك كل امرأة أرضعتها واحدة من الجدّات بالرضاع ، أو ارتضعت بلبن الأجداد من النسب أو الرضاع[18].
    ** مسألة لبن الفحل:
    المقصود بلبن الفحل أي زوج الأم المرضع ، حيث قلنا بأنه يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ، فهذا القول بعمومه يتناول الأب رضاعاً ، فكما يحرم الأب نسباً يحرم الأب رضاعاً ، أي زوج الأم المرضع . غير أن تحريم زوج الأم رضاعاً ليس محل اتفاق بين الفقهاء وقد اختلفوا في تحريمه على البنت التي أرضعتها زوجته على قولين:
    القول الأول: أنه لا يحرم على البنت التي رضعت من امرأته ، وهذا القول مروي عن عائشة وابن عمر وابن الزبير رضي الله عنهم ، كما روي عن سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار وعطاء بن يسار وإبراهيم النخعي وسالم بن عبدالله وروي عن رافع بن خديج وزينب بنت أم سلمة والشعبي ومكحول وأبي قلابة وابن علية وأهل الظاهر وإياس القاضي وابن سيرين وابن بنت الشافعي[19].
    واحتج من قال بذلك بأنه عز وجل بين الحرمة في جانب المرضعة ولم يبين في جانب الزوج لقوله تعالى ] وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم [ ولو كانت الحرمة ثابتة في جانبه لبينها كما بين في النسب بقوله عز وجل ] حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم [
    كما قالوا بأن المحرِّم هو الإرضاع وأنه وجد منها لا منه فصارت بنتاً لها لا له والدليل عليه أنه لو نزل للزوج لبن فارتضعت منه صغيرة لم تحرم عليه فإذا لم تثبت الحرمة بلبنه فكيف تثبت بلبن غيره[20].
    القول الثاني: أنه يثبت التحريم بلبن الفحل ، وهذا ما عليه جماهير الصحابة والتابعين وسائر العلماء ، والأئمة الأربعة وابن حزم الظاهري وابن القيم[21].
    وقد استدلوا لقولهم بأمور منها: ما روي عن عائشة أن أفلح أخا أبا القعيس جاء يستأذن عليها ، وهو عمها من الرضاعة ، بعد أن نزل الحجاب ، قالت: فأبيت أن آذن له فلما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرته بالذي صنعت ، فأمرني أن آذن له[22].
    فالحديث يدل بمنطوقه على تحريم لبن الفحل فإن عائشة لما ارتضعت من المرأة أفلح أخي أبي القعيس أصبح أبو القعيس عمها من الرضاعة.
    كما استدلوا بما روي أن ابن عباس رضي الله عنهما سئل عن رجل له امرأتان أو جارية وامرأة فأرضعت هذه غلاماً وهذه جارية هل يصلح للغلام أن يتزوج الجارية فقال رضي الله عنه: لا، اللقاح واحد[23].
    فقد بين رضي الله عنه الحكم وأشار إلى المعنى وهو اللقاح ولأن المحرم هو اللبن هو ماء الرجل والمرأة جميعاً فيجب أن يكون الرضاع منهما جميعاً.
    القول الراجح: الظاهر والله أعلم أن الراجح هو ما أخذ به الجمهور لقوة أدلتهم واستدلالهم على الحكم لأن الإرضاع هو بسبب الزوجين فوجب أن يكون التحريم من الجانبين.
    ويمكن الرد على ما قال به أصحاب القول الأول بما يلي[24]:
    في قولهم أن الله عز وجل بين الحرمة في جانب المرضعة لا في جانب زوجها أنه لم يبينها نصاً فقد بينها دلالة وهذا لأن البيان من الله تعالى بطريقين بيان إحاطة وبيان كفاية فبين في النسب بيان إحاطة وبين في الرضاع بيان كفاية تسليطاً للمجتهدين على الاجتهاد والاستدلال بالمنصوص عليه على غيره وهو أن الحرمة في جانب المرضعة لمكان اللبن وسبب حصول اللبن ونزوله هو ماؤهما جميعاً فكان الرضاع منهما جميعاً وهذا لأن اللبن إنما يوجب الحرمة لأجل الجزئية والبعضية لأنه ينبت اللحم وينشر العظم على ما نطق به الحديث وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( لا يحرم من الرضاع إلا ما أنبت اللحم وأنشر العظم )[25] ولما كان سبب حصول اللبن ونزوله ماؤهما جميعاً وبارتضاع اللبن تثبت الجزئية بواسطة نبات اللحم يقام سبب الجزئية مقام حقيقة الجزئية في باب الحرمات احتياطاً والسبب يقام مقام المسبب خصوصاً في باب الحرمات أيضاً ألا ترى أن المرأة تحرم على جدها كما تحرم على أبيها وإن لم يكن تحريمها على جدها منصوصاً عليه في الكتاب العزيز لكن لما كان مبيناً بيان كفاية وهو أن البنت وإن حدثت من ماء الأب حقيقة دون ماء الجد لكن الجد سبب ماء الأب أقيم السبب مقام المسبب في حق الحرمة احتياطاً ، كذا ههنا والدليل عليه أنه لما لم يذكر البنات من الرضاعة نصاً لم يذكر بنات الأخوة والأخوات من الرضاعة نصا وإنما ذكر الأخوات ثم ذكر لبنات الأخوة والأخوات دلالة حتى حرمن بالإجماع كذا ههنا على أنه لم يبين بوحي متلو فقد بين متلو على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله( يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب)[26].

    وأما قولهم أن الإرضاع وجد منها لا منه فإنه وجد منهما لأن سبب حصول اللبن ماؤهما جميعا فكان الإرضاع منهما جميعا وأما الزوج إذا نزل له لبن فارتضعت صغيرة فذاك لا يسمى رضاعا عرفا وعادة ومعنى الرضاع أيضا لا يحصل به وهو إكتفاء الصغير به في الغذاء لأنه لا يغنيه من جوع فصار كلبن الشاة.

    • التحريم بالمصاهرة: من المعلوم أن من المحرمات مؤبداً بالمصاهرة كالمحرمات بالنسب ، ولما كانت المحرمات بالنسب يحرمن من الرضاع ، فهل يلحق بهن المحرمات بالمصاهرة ، فيحرمن بالرضاع كذلك؟ للفقهاء في هذه المسألة قولان:
    القول الأول: يحرم من الرضاع ما يحرم من المصاهرة ، وهو قول الأئمة الأربعة[27].
    ودليلهم أن المحرمات بالمصاهرة اللاتي ورد ذكرهن في كتاب الله يشملهن التحريم بالرضاع ، وبيان ذلك أن هؤلاء المحرمات أربعة أصناف:
    1- أمهات الزوجة رضاعاً وإن علون: فيحرمن بمجرد العقد وإن لم يحصل دخول ، وذلك لإطلاق قوله تعالى ] وأمهات نسائكم [[28] في عداد المحرمات وهي بعمومها لا تفرق بين أم النسب أو الرضاع[29].
    2- فروع الزوجة رضاعاً وإن نزلن: فتحرم بنت الزوجة من الرضاع على زوج أمها ، وكذلك بنات ابنها وبنات بنتها إن دخل بها الزوج في عقد صحيح أو فاسد ، لإطلاق قوله سبحانه] وربائبكم اللاتي في حجوركم [[30] أي لبنات الزوجات نسباً أو رضاعاً[31].
    3- زوجات الأصول من الرضاع مهما علوا: فتحرم زوجة الأب والجد من الرضاع على الرضيع ، دخل بها أم لا لقوله سبحانه وتعالى ] ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء [[32] والأب من الرضاع أب[33].
    4- زوجات الفروع من الرضاع وإن نزلوا: فتحرم زوجة الإبن وابن الإبن وابن البنت من الرضاع وإن نزلوا ، لقوله تعالى ] وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم [[34].
    5- الجمع بين الأختين ، وبين المرأة وعمتها ، أو المرأة وخالتها رضاعاً[35].
    القول الثاني: لا يحرم من الرضاع ما يحرم من المصاهرة ، وهو قول ابن القيم، وقد ناقش أدلة الجمهور بأمور منها[36]:
    1- إن الأدلة قد وردت على أنه يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب كما نص على ذلك الحديث ، ولم يذكر المصاهرة والمصاهرة قسيمة النسب ] وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهرا ً[[37] فلما أغفلت الأحاديث ذكر المصاهرة دلَ على أن حكمها يختلف عن النسب.
    2- إن ثبوت أحكام النسب من وجه لا يعني ثبوتها من كل وجه بدليل أن أمهات المؤمنين هن أمهات في تحريم النكاح فقط ، لا في المحرمية ومن ثم لا تحل الخلوة بهن ، ولا النظر إليهن ، فدل على أن التحريم بالرضاع في نظير ما يحرم من النسب لا يطّرد ليشمل المحرمات بالمصاهرة فيحرم نظيرهم بالرضاع.
    3- إن أم الزوجة بالرضاع لا تحرم على زوجها وأنه ليس بينه وبينها نسب ولا مصاهرة ولا رضاع ، فكذلك الرضاعة إذا جعلت كالنسب في حكم ، لا يلزم أن تكون مثله في كل حكم.
    4- إن الله تعالى حين ذكر المحرمات من النساء لم يجعل الأم من الرضاع ، والأخت من الرضاع داخلة تحت أمهاتنا وأخواتنا ، فدلّ على أن لفظ الأمهات عند الإطلاق إنما يراد به الأم من النسب وعليه فقوله تعالى ] وأمهات نسائكم [ كقوله ] وأمهاتكم [ أي من النسب فلا يشمل الأمهات من بالرضاع.
    القول الراجح: الظاهر والله أعلم أن القول الراجح هو قول الجمهور، أما الأقوال التي ذكرها ابن القيم فلا يلزم منها التفريق بين النسب والمصاهرة.
    تنبيه: قول النبي صلى الله عليه وسلم ( يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ) مجري على عمومه إلا أن هناك بعض الاستثناءات لا ينطبق عليها التحريم بهذه القاعدة لعدم توافر حكمة التحريم بالرضاع فيها[38]:
    1- لا تحرم عليه أخت الابن أو البنت من الرضاع ، وتحرم عليه أخت ابنه أو أخت ابنته من النسب ، لأنها بنته أو ربيبته.
    2- لا تحرم عليه أم أخيه ، أو أخته من الرضاع ، وتحرم عليه أم أخيه من
    النسب لأنها أمه أو زوجة أبيه.
    3- لا تحرم جدة ابنه أو ابنته من الرضاع ، وتحرم عليه جدة ابنه أو ابنته من النسب ، لأنها إما أن تكون أمه أو أم زوجته.
    4- لا تحرم عليه أم عمه ، أو عمته من الرضاع ، وتحرم عليه أم عمه أو عمته من النسب ، لأنها جدته لأب.
    5- لا تحرم عليه أم خاله أو خالته من الرضاع ، وتحرم عليه أم خاله أو خالته من النسب لأنها جدته لأم.
    حكم القانون:
    أخذ قانون الأحوال الشخصية الأردني بما سبق ذكره من المحرمات بسبب الرضاع ، كما ورد في المادة (26) فنصت هذه المادة على ما يلي: [ يحرم على التأبيد من الرضاع ما يحرم من النسب إلا ما استثني مما هو مبين في مذهب الإمام أبي حنيفة ]
    كما نصت المادة (31) من قانون الأحوال الشخصية الأردني [ يحرم الجمع بين امرأتين بينهما حرمة النسب أو الرضاع بحيث لو فرضت واحدة منهما ذكراً لم يجز نكاحها من الأخرى ]

    المطلب الثالث: آثار القرابة الرضاعية

    إذا تحققت الشروط التي ينبغي توافرها كي يكون الإرضاع سبباً في التحريم ووجد ما يثبت الرضاع من إقرار أو بيّنة ترتبت عليه أحكام وآثار أهمها:
    1- تحريم النكاح: ويكون تحريم النكاح بين الرضيع والمرضع وقريباتها من النسب والمصاهرة بين الأصناف الذين تم ذكرهم في المبحث السابق والدليل على ذلك ما روى الشافعي عن سفيان عن ابن جدعان عن سعيد بن المسيب يحدث أن علي بن أبي طالب قال: يا رسول الله هل لك في بنت عمك حمزة فإنها أجمل فتاة في قريش ، فقال عليه الصلاة والسلام: أما علمت أن حمزة أخي في الرضاعة ، وإن الله حرّم من الرضاعة ما حرّم من النسب)[39] ، والأحاديث الواردة في ثنايا هذا البحث كلها تدل على ذلك.
    2- جواز النظر والخلوة: من الأحكام التي تثبت بالتحريم بالرضاع أنه يجوز للمحرم بالرضاع أن يخلو بمن حرمت عليه ، ويدل على ذلك حديث عائشة أنها قالت: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وعندي رجل ، فقال يا عائشة ، من هذا؟ ) قلت: أخي من الرضاعة ، فقال: ( يا عائشة ، انظرن من إخوانكن ، فإنما الرضاعة من المجاعة)[40] ، فقد أقر الرسول عليه الصلاة والسلام الخلوة بذلك الرجل بعد أن عرف أنه أخوها من الرضاعة.
    3- جواز المسافرة: وهي مترتبة على جواز الخلوة ، وقد سئل مالك عن الرجل يسافر مع أخته من الرضاعة ، هل تراه ذا محرم؟ قال: نعم إذ محرم[41].
    4- عدم انتقاض الوضوء بلمسها: لأنها من المحرمات مؤبداً ، وجازت الخلوة بها ، والنظر إليها والمسافرة معها فكذلك لا ينتقض الوضوء بلمسها[42].
    أما الأحكام التي يفترق فيها التحريم بالنسب عن التحريم بالرضاع فهي:
    1- التوارث: فإذا مات من بينهما بنوة أو أبوة ….. بالرضاع فلا يرث أحدهما الآخر ، لأن الآيات والأحاديث خصّت التوارث بالنسب والزوجية والولاء ولم تذكر الرضاع[43].
    2- النفقة: فلا ينطبق على القرابة بالرضاع ما ينطبق على القرابة بالنسب من وجوب النفقة[44].
    3- سقوط القصاص: فقد ذهب جمهور الفقهاء أنه لا يقتص من الأب إذا قتل ابنه من النسب متعمداً ، في حين يقتص منه إذا قتل ابنه بالرضاع[45].
    4- رد الشهادة: فالشهادة بين الأقارب من النسب مردودة لتهمة المحاباة وليس كذلك شهادة القريب من الرضاع لعدم تحقق هذا المعنى بالضرورة[46].

    حكم القانون:
    لم ينص قانون الأحوال الشخصية الأردني على آثار القرابة الرضاعية إلا في موضوع تحريم النكاح أما ما تبقى من آثار فلم ينص عليها القانون ، وفي هذه الحالة يأخذ بالقول الراجح عند أبي حنيفة ، كما جاء في المادة 183

    الخاتمة

    بتوفيق من الله أتممنا هذا البحث وتوصلنا من خلاله إلى النتائج التالية:
    1. يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب والمصاهرة.
    2. التحريم بسبب الرضاع ينبني عليه تحريم الزواج وإباحة النظر والخلوة فقط بين المحرّم بالرضاع ومن حرمت عليه.
    3. التحريم بسبب الرضاع لا يكون سبباَ في التوارث والنفقة وسقوط القصاص ورد الشهادة بين الذين بينهم تحريم بسبب الرضاع.
    4. قانون الأحوال الشخصية الأردني كان يأخذ في مسائل هذا البحث برأي جمهور الفقهاء وإذا لم يوجد له رأي في مسألة من هذه المسائل فإنه يرجع إلى القول الراجح من المذهب الحنفي استناداَ إلى نص المادة 183.
    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماَ كثيراَ.

    المصادر والمراجع:

    1. القرآن الكريم
    2. صحيح البخاري ، محمد بن إسماعيل البخاري ، 256هجري ، تحقيق الدكتور مصطفى ديب البغا ، الطبعة الثالثة ، 1987م ، دار ابن كثير ، بيروت.
    3. http://www.qudwa.com/?page=articles/12/12-026
    4. أحكام الزواج في الشريعة الإسلامية ، الأستاذ الدكتور محمد أبو يحيى ، طبعة 1998م.
    5. الأحوال الشخصية ، الإمام محمد أبو زهرة ، الطبعة الثالثة ، دار الفكر العربي.
    6. http://www.bnihagr.com/vb/showthread.php?t=9513
    7. التعريفات ، علي بن محمد الجرجاني ، 816هجري ، مكتبة لبنان ، طبعة 1985م.

    • حواشي البحث :
    [1] سورة النساء / من الآية 23
    [2] صحيح البخاري / محمد بن إسماعيل البخاري توفي256هـ، 5 / 2279/ رقم الحديث5804/ دار ابن كثير/ الطبعة الثالثة 1987م
    1 التعريفات / علي بن محمد الجرجاني / توفي816هـ / باب الراء ص116 / مكتبة لبنان / طبعة 1985م
    [4]حاشية رد المحتار على الدر المختار / ابن عابدين 3/209 / دار الفكر / بيروت / الطبعة الثانية / 1966م
    [5] شرح منح الجليل على مختصر العلامة خليل 2/419 / دار صادر
    [6] حاشية قليوبي وعميرة على منهاج الطالبين / الشيخ شهاب الدين القليوبي والشيخ عميرة 4/62 / دار احياء الكتب العربية / مصر
    [7] المبدع في شرح المقنع / أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن مفلح / توفي884هـ / 8/160 / المكتب الإسلامي / بيروت
    [8] نظام الأسرة في الإسلام / د. محمد عقلة 3/412-413 / مكتبة الرسالة الحديثة / عمان – الأردن / الطبعة الثانية / 1990م
    المغني / عبدالله بن أحمد بن قدامة المقدسي / توفي620هـ / 7/535 / مكتبة الرياض الحديثة / 1981م
    [9] سورة النساء / من آلآية23
    [10] صحيح البخاري – مرجع سابق – 5 /1960/ رقم الحديث4811
    [11] صحيح البخاري – مرجع سابق- 5/2279 / رقم الحديث5804
    [12] صحيح البخاري – مرجع سابق- 2/936 / رقم الحديث2504
    [13] الأحوال الشخصية / الإمام محمد أبو زهرة / ص83-84 / دار الفكر العربي / الطبعة الثالثة
    [14] الشرح الصغير / أحمد بن محمد الدردير / 2/721 / دار المعارف
    روضة الطالبين / أبي زكريا يحيى بن شرف النووي / توفي676هـ / 7/109 / المكتب الإسلامي / الطبعة الثانية / 1405هـ
    [15] الشرح الصغير – مرجع سابق- 2/721
    [16] سورة النساء / من الآية 23
    [17] بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع / أبي بكر الكاساني / توفي587هـ، 4/2 / دار الكتاب العربي / بيروت / الطبعة الثانية / 1982م
    [18] الشرح الصغير – مرجع سابق – 2/721
    روضة الطالبين – مرجع سابق – 7/109
    [19] المحلّى / أبي محمد علي بن أحمد بن حزم الظاهري / توفي456هـ، 10/4 / دار الآفاق الجديدة / بيروت
    نيل الأوطار / محمد بن علي بن محمد الشوكاني / توفي1255هـ، 7/124 / دار الجيل / بيروت / 1973م
    [20] بدائع الصنائع – مرجع سابق – 4/3
    [21] نيل الأوطار – مرجع سابق – 7/124 ، المحلّى – مرجع سابق – 10/2
    [22] متفق عليه ، صحيح البخاري – مرجع سابق – 5/1962 ، رقم الحديث 4815
    [23] سنن الدار قطني / أبو الحسن الدار قطني البغدادي / توفي 385هـ / 4/179 / دار المعرفة / بيروت / 1966م
    بدائع الصنائع – مرجع سابق – 4/3
    [24] بدائع الصنائع – مرجع سابق – 4/3-4
    [25] سنن الدار قطني – مرجع سابق – 4/172
    [26] صحيح البخاري – مرجع سابق- 5/2279 / رقم الحديث5804
    [27] الشرح الصغير – مرجع سابق – 2/721
    [28] سورة النساء / من الآية 23
    [29] الشرح الصغير – مرجع سابق – 2/721 ، المبدع – مرجع سابق – 7/58
    [30] سورة النساء / من الآية 23
    [31] الشرح الصغير – مرجع سابق – 2/721
    [32] سورة النساء / من الآية 23
    [33] الشرح الصغير 2/721 ، المبدع 7/52
    [34] سورة النساء / من الآية 23
    [35] مغني المحتاج / محمد الخطيب الشربيني / 3/180 / دار الفكر / بيروت
    [36] زاد المعاد / شمس الدين محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيّم الجوزية / توفي751هـ / 5/557-564
    [37] سورة الفرقان / آية 154
    [38] أحكام الزواج في الشريعة الإسلامية / الأستاذ الدكتور محمد أبو يحيى / ص170-171 / طبعة 1998م
    [39] الحاوي الكبير في فقه الإمام الشافعي / أبي الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي / 11/356 / دار الكتب العلمية / بيروت / الطبعة الأولى / 1994م
    [40] متفق عليه
    [41] روضة الطالبين / 9/3 ، حاشية قليوبي على المنهاج / 4/62
    [42] روضة الطالبين / 9/3 ، حاشية قليوبي على المنهاج / 4/62
    [43] روضة الطالبين / 9/3 ، حاشية قليوبي على المنهاج / 4/62
    [44] روضة الطالبين / 9/3 ، حاشية قليوبي على المنهاج / 4/62
    [45] روضة الطالبين / 9/3 ، حاشية قليوبي على المنهاج / 4/62
    [46] روضة الطالبين / 9/3 ، حاشية قليوبي على المنهاج / 4/62



  3. التفكير وحل المشكلات (علم النفس)

    المقدمة :تحتل مسألة التفكير في علم النفس وفي علوم أخرى وفي الحياة بوجه عام مكانة رئيسية لأن مهمة التفكير تكمن في إيجاد حلول مناسبة للمشكلات النظرية والعملية الملحة التي يواجهها الإنسان في الطبيعة والمجتمع وتتجدد باستمرار مما يدفعه للبحث دوماً عن طرائق وأساليب جديدة تمكنه من تجاوز الصعوبات والعقبات التي تبرز والتي يحتمل بروزها في المستقبل ويتيح له ذلك فرصاً للتقدم والارتقاء.
    يعد التفكير كعملية معرفية عنصراً أساسيا في البناء العقلي – المعرفي الذي يمتلكه الإنسان ويتميز بطابعه الاجتماعي وبعمله المنظومي الذي يجعله يتبادل التأثير مع عناصر البناء المؤلف منها أي يؤثر ويتأثر ببقية العمليات المعرفية الأخرى كالادراك، والتصور، والذاكرة… الخ ويؤثر ويتأثر بجوانب الشخصية العاطفية، الانفعالية والاجتماعية… الخ ويتميز التفكير عن سائر العمليات المعرفية بأنه أكثرها رقياً واشدها تعقيداً وأقدرها على النفاذ إلى عمق الأشياء والظواهر والمواقف والاحاطة بها مما يمكنه من معالجة المعلومات وإنتاج واعادة إنتاج معارف ومعلومات جديدة، موضوعية دقيقة وشاملة، مختصرة ومرمزة.
    الموضوع:تعريف التفكير: إن كلمة التفكير، كما يشير كثير من الباحثين يعوزها التحديد سواء في لغة الحياة اليومية أو في لغة علم النفس فقد تشير إلى كثير من أنماط السلوك المختلفة والى أنواع متباينة من المواقف. لذا من الصعوبة بمكان تعريف التفكير أو اختيار تعريف معين له تتمثل فيه طبيعة التفكير ومهامه ووسائله ونتاجاته وتحديد المظاهر التي يتجلى فيها. لذلك سنعمد إلى عرض نماذج متنوعة من التعريفات نوردها على النحو التالي:
    1) تعريف التفكير بمعناه العام:
    أ. التفكير بمعناه العام، هو نشاط ذهني أو عقلي يختلف عن الإحساس والادراك ويتجاوز الاثنين معاً إلى الأفكار المجردة. وبمعناه الضيق والمحدد هو كل تدفق أو مجرى من الأفكار، تحركه أو تستثيره مشكلة أو مسألة تتطلب الحل كما انه يقود إلى دراسة المعطيات وتقليبها وتفحصها بقصد التحقق من صحتها، ومعرفة القوانين التي تتحكم بها والآليات التي تعمل بموجبها.
    ب. التفكير عملية نفسية ذات طبيعة اجتماعية تتصل اتصالاً وثيقاً بالكلام وتستهدف التنقيب والكشف عما هو جوهري في الأشياء والظواهر أي هو الانعكاس غير المباشر والمعمم للواقع من خلال تحليله وتركيبه.
    ج. التفكير هو الانعكاس الواعي للواقع من حيث الخصائص والروابط والعلاقات الموضوعية التي يتجلى فيها، أي انعكاس لتلك الموضوعات التي لا يطالها الإدراك الحسي المباشر.
    د. التفكير نشاط وتحري واستقصاء واستنتاج منطقي نتوصل عن طريقه إلى العديد من النتائج التي تبين مدى الصحة والخطأ لأية معطيات كانت.
    هـ. التفكير تمثل داخلي للأهداف والوقائع والأشياء الخارجية.
    2) تعريف التفكير كسلوك:
    أ. التفكير سلوك منظم مضبوط وموجه، له وسائله الخاصة في المستوى الرمزي وله طرائقه في تقصي الحلول والحقائق في حال عدم وجود حل جاهز لها.
    ب. التفكير سلوك عقلي يخضع لعملية الضبط والتوجيه في انتخاب العناصر والرموز في مجال الفكرة وضبط هذه الرموز والعناصر المفيدة ذات العلاقة بالمشكلة، أي انه سلوك أو نشاط عقلي يتولد وينشط بسبب وجود مشكلة فشلت الأنماط السلوكية المعتادة والمكتسبات السابقة في إيجاد حل لها. ولكي يكون التفكير مضبوطاً شأنه شأن أية فعالية فلابد من أن يأخذ شكل مخطط ذهني – معرفي داخلي. ولكي يكون موجهاً يجب أن يدرج الهدف في هذا المخطط والذي سيتحقق من جراء وضع المخطط موضع التنفيذ. والتنفيذ بدوره يستلزم تحديد الأدوات والوسائل اللازمة وانتقاء طرائق للحصول عليها للمضي قدماً باتجاه العثور على الحل أو تحقيق الهدف.
    3) التفكير كعملية عقلية:
    أ. التفكير هو إحدى العمليات العقلية (mentaloperations) التي يستخدمها الفرد في التعامل مع المعلومات، وهو على نوعين: التفكير التقاربي convergent thinking والتفكير التباعدي divergent thinking.
    ب. أما بياجيه فيعرفه من خلال تعريفه للفكر بأنه تنسيق العمليات والعملية تشبه القاعدة التي تعد نوعاً من الصيغ الفكرية ومن ميزاتها أنها قابلة للعكس تماماً، كعملية تربيع الرقم (8)2=64 ومن ثم عكس العملية جذر الرقم 64=8.
    4) تعريف التفكير من خلال علاقته بالذاكرة:
    أ. عرّف إدوارد بوهو Edward Boho في كتابه (آلية العقل 1969) التفكير بأنه تدفق للنشاط من منطقة إلى أخرى على سطح الذاكرة، وهو تدفق مجهول بشكل كامل ويتبع حدود سطح الذاكرة. وعلى الرغم من أن هذا التدفق مجهول تماماً فان أنماطاً ذات تنظيم معين تؤثر في اتجاه التدفق ويمكنها أن تصبح راسخة.
    ب. التفكير قد يكون تدفقاً أو توارداً غير منتظم احياناً من الأفكار والصور والذكريات والانطباعات العالقة في الذهن وتدور حول مسألة ما من اجل حلها.
    الخصائص العامة للتفكير الإنساني
    يتميز التفكير الإنساني بصورة عامة بالخصائص التالية:
    1) التفكير واللغة يؤلفان وحدة معقدة لا تنفصم. فاللغة واسطة التعبير عن التفكير بل هي الواقع المباشر له وهي تضفي عليه طابعاً تعميمياً. فمهما يكن الموضوع الذي يفكر فيه الإنسان ومهما تكن المسألة التي يعمل لحلها فانه يفكر دوماً بوساطة اللغة أي انه يفكر بشكل معمم. وقد أشار بافلوف إلى العلاقة بين اللغة والتفكير حين عرف الكلمة بأنها إشارة متميزة من اشارات الواقع ومؤشر خاص يحمل طابعاً تعميمياً، كما كتب عن الاشارات الكلامية قائلاً (إنها تعد تجريداً للواقع وتسمح بالتعميم).
    2) يتسم التفكير بالإشكالية: أي أن التفكير يتخذ من المشكلات موضوعاً له؛ ولهذا يختصر العلاقات وكيفية انتظامها في حالة مشخصة أو في أية ظاهرة تؤلف موضوع المعرفة أو يبدأ التقصي عادة بالاستجابة إلى الإشارة الكلامية، ويعد السؤال الذي تبدأ به عملية التفكير هو تلك الإشارة ففي السؤال تصاغ مسألة التفكير، والسؤال هو اكثر الأشكال التي تبرهن على وحدة التفكير واللغة، وما التفكير سوى مسألة محددة صيغت في قالب سؤال. والبحث عن اجابة السؤال المطروح يكسب عملية التفكير طابعاً منظماً وهادفاً.
    3) يعد التفكير محوراً لكل نشاط عقلي يقوم به الإنسان وهذا ما يميز الناحية الكيفية – العملية الذهنية حتى عند طفل في الثانية من عمره، إذ ما يزال يتعلم اللغة – عن الاشكال البدائية للتحليل والتركيب التي تتمكن الحيوانات الراقية من القيام بها.
    4) تقوم عملية التفكير على أساس الخبرة التي جمعها الإنسان وعلى أساس ما يحمله من تصورات ومفاهيم وقدرات وطرائق في النشاط العقلي مما يشير إلى العلاقة الوثيقة بين الذاكرة والتفكير من جهة والى العلاقة بين التفكير والمعارف من جهة أخرى.
    5) للتفكير مستويات عديدة فقد يتحقق في مستوى الأفعال العملية أو في مستوى استخدام التصورات أو الكلمات أي على شكل مخطط داخلي ويشتمل التفكير على عدد من العمليات التي تتصدى لمعالجة المعلومات بطرائق متنوعة مثل (التركيب، التحليل، التصنيف، المقارنة، التجريد، التعميم… الخ) ولكي يتمكن الإنسان بوساطتها من حل المسائل المختلفة التي يواجهها نظرية كانت أم عملية، عليه أن يوظف المنظومة الكاملة لهذه العمليات تبعاً لشروط ولدرجة استيعابه لها.
    6) التفكير لا ينفصل عن طبيعة الشخصية أي أن التفكير ليس عملية مستقلة وإنما هو عنصر هام من مكونات الشخصية يعمل في إطار منظومتها الديناميكية. ولا وجود له خارج هذا الإطار.

    الخصائص الفردية المميزة للتفكير
    إن الملاحظة اليومية لسلوك الناس من حولنا وخاصة في التعليم تشير إلى مدى اختلافهم في خصائص تفكيرهم فبعضهم يتميز بسرعة التفكير وأصالته ومرونته وعمقه وبعضهم الآخر يتميز ببطء التفكير وعدم القدرة على تجاوز الاطر والقوالب التي حفظها وبالتالي يعجز عن إدراك العلاقات الجوهرية في ظواهر متشابهة مع إنها ترتبط فيما بينها بعلاقات مشتركة. إذن هناك خصائص كثيرة للتفكير تتعلق بالفروق الفردية بين الناس سنكتفي بذكر أهمها:
    1) الأصالة:
    إن الأصالة في التفكير تتجلى اكثر ما تتجلى في القدرة على رؤية المشكلة وتحديدها وطرحها على شكل مسألة والقدرة على إيجاد حل ملائم وجديد ومبتكر لها اعتماداً على قواه، وقد أشار جيلفورد إلى أن أصالة التفكير تعني إنتاج ما هو غير مألوف، ما هو بعيد المدى، ما هو ذكي وحاذق من الاستجابات(1).
    2) المرونة:
    مرونة التفكير تعني القدرة على إجراء تغيير من نوع ما: تغيير في المعنى أو التفسير أو الاستعمال أو فهم المسألة أو استراتيجية العمل أو تغيير في اتجاه التفكير بحيث يؤدي هذا التغيير إلى العثور على الحل الملائم لشروط المسألة موضوع التفكير. وقد ميز جيلفورد نوعين من المرونة في التفكير: المرونة التلقائية Flexifility spenleneous، والمرونة التكيفية Adaptire blexifility.
    3) السرعة (الطلاقة):
    تبدو السرعة في التفكير لازمة عندما يكون من الضروري اتخاذ قرارات هامة خلال وقت قصير جداً أثناء الحروب والكوارث، والمفاجآت المختلفة والمواقف المشكلة التي تتطلب حلولاً عاجلة وبسرعة خاطفة وهذه الحالة غالباً ما يواجهها التلميذ – المتعلم في الصف وخارجه كما إن هذه المواقف هي التي يتعامل معها عمال مراكز التوجيه ولوحات التحكم وقادة وسائط النقل الاسرع من الصوت… الخ. وتتأثر السرعة في التفكير بعوامل عديدة وبالعوامل الانفعالية بشكل خاص لكن تأثير الانفعالات والتوتر والقلق متفاوت للغاية، فقد تؤدي إلى نتائج سلبية تعيق جريان التفكير وتكون سبباً في بطئه وضعف نتاجه وقد تنشطه وتزيد من مردوده.
    إن العلامة المميزة لأي تفكير – بغض النظر عن خصائصه الفردية – هي القدرة على تمييز ما هو جوهري والتوصل إلى تعميمات جديدة. فالتفكير لا يقف عند تقرير وجود هذه الظاهرة أو تلك مهما كانت براقة وممتعة وجديدة ومفاجئة.

    الدافعية والتفكير
    ينطلق التفكير بوجه عام مثله مثل أي نشاط آخر للإنسان من حاجات ودوافع الشخصية فإذا لم توجد حاجة ودافع للتفكير، لا يمكن أن نفكر.. إن علم النفس يدرس الحاجات والدوافع باعتبارها القوى التي تدفع الإنسان إلى الانخراط في نشاط عقلي ويدرس الشروط التي يجب توافرها لتبرز الحاجة إلى التحليل والتركيب والتجريد والتعميم… الخ والعلاقة الوثيقة بين النشاط العقلي والحاجات والدوافع تظهر بوضوح في حقيقة أن التفكير هو دائماً تفكير الشخصية ودوافع التفكير التي يتصدى لها علم النفس تنتمي إلى نوعين من الدوافع:
    1) دوافع معرفية خاصة بالتفكير: في هذه الحالة تكون الدوافع والرغبات والاهتمامات هي المثيرات والقوى المحركة والمحفزة على القيام بالنشاط العقلي مثل: حب الاستطلاع لدى الأطفال.
    2) الدوافع المعرفية الخارجة عن التفكير: تكون دوافع التفكير خارجية عندما تبدأ عملية التفكير تحت تأثير عوامل خارجية وليس تحت تأثير اهتمامات معرفية بحتة.

    أنواع التفكير
    هناك تصنيفات كثيرة لانواع التفكير. بعض العلماء اعتمد في تصنيفه للتفكير على نوعين: التفكير الحسي – العملي، والتفكير المجرد – النظري، وبعضهم الآخر مثل بياجيه صنف أنواع التفكير في ضوء مراحل نموه الخاصة: حسي حركي، حدسي (ما قبل العمليات) العمليات الحسية – الملموسة، العمليات الشكلية (التفكير الفرضي المجرد)، كما صنف برونر التفكير إلى: حسي – حركي، ايقوني، رمزي، أما ألكونين فقد ذكر الأنواع التالية: حسي – حركي، حسي – صوري، نظري مجرد. وفيما يلي شرح موجز لكل نوع من الأنواع الثلاثة الأخيرة:
    1) التفكير الحسي – العملي
    وهو شكل التفكير السائد عند الأطفال في السنوات الثلاث الأولى بعد الولادة حيث يلجأون إلى معالجة الأشياء والتعرف عليها من خلال ما يقومون به من حركات وأفعال ومن هذه الأفعال المادية الحسية يستخلصون معارفهم. وهذا يعني أن النشاط الحسي – الحركي هو النشاط الأول والأساس الذي يستند إليه التفكير النظري. وهكذا نلاحظ أن التفكير للطفل ولا سيما في سني حياته الأولى يأخذ شكلاً عملياً وفي إطار هذا النشاط ينمو تفكيره وكل العمليات المعرفية الأخرى لديه.
    2) التفكير الحسي – الصوري
    إن الشكل الابسط للتفكير الحسي – الصوري أول ما يظهر لدى الأطفال في سن ما قبل المدرسة أي في الفترة بين (3-6) سنوات علماً بان صلة التفكير بالأفعال العملية تظل قائمة لديهم لكنها لا تظل وثيقة الصلة بها بشكل مباشر كما كانت عليه في السابق.
    إذن يفكر الطفل في السن المذكور اعتماداً على الصور الحسية لأنه لا يمتلك المفاهيم بعد.
    3) التفكير المجرد
    إن الأطفال في المدرسة الابتدائية لاسيما في الصفوف الأولى منها، تنمو لديهم وعلى أساس الخبرة العملية أشكال بسيطة جداً من التفكير المجرد. فبالإضافة إلى التفكير الحسي – الحركي والتفكير الحسي – الصوري يبرز شكل جديد من التفكير يعتمد على المفاهيم والأحكام المجردة فهو بالطبع حس أولي وبسيط.
    امتلاك الأطفال للمفاهيم في سياق استيعابهم لأسس العلوم المختلفة كالرياضيات، والفيزياء، التاريخ، النمو… الخ له أهمية عظيمة في نموهم العقلي اللاحق.
    إن التفكير المجرد كما أشرنا إلى ذلك في تعريف التفكير يتجاوز حدود المعرفة الحسية لكنه على الرغم من ذلك لا يمكنه ابداً أن ينقطع عن اصله ومنشئه أي عن الاحساسات والادراكات والتصورات.
    الوحدات الأساسية للتفكير أو البنى العقلية
    إن الشرط الضروري لتعلم واكتساب أية معلومات جديدة يكمن في توفر عدد من البنى العقلية التي تقوم بمعالجة واعداد المادة الأساسية للتفكير والتي يقوم التفكير بدوره بتوحيدها في نسيج متماسك على شكل خبرة شاملة معقدة متنوعة ومتعددة المستويات – موضوعات ومناهج ونتاجات.
    وتتكون هذه البنى العقلية – المعرفية من هياكل الصور الأولية، والصور المتفاوتة الدقة والشمول، والرموز، والمفاهيم والقواعد والمبادئ والقوانين والنظريات.
    1) مخططات أو هياكل الصور الأولية:
    تؤلف هذه الوحدات المكونات الرئيسية لقاعدة الهرم المعرفي لدى الإنسان والبنية العقلية الأولية التي يكتسبها في سياق عملية التعلم الممتدة على امتداد حياة الفرد. فالمخطط الأولي هو نتاج تمثل الجهاز المعرفي الأولي للسمات والخصائص الرئيسة والهامة لحدث أو ظاهرة أو شيء معين. انه كما يقول (ويسبرغ) في كتابه (الذاكرة والتفكير والسلوك 1980) ليس صورة فوتوغرافية للحدث أو الظاهرة أو الشيء وإنما هو (نمط عقلي مجرد) فقد تكون السمة اللازمة للمخطط الأولي للمعلم مثلاً: هي المسطرة أو العصا التي يحملها أو الصرامة التي يتصف بها، أما السمات الأخرى فغير هامة وبعبارة أخرى فإن مخططات الصور الأولية أشبه بالكاريكاتير الذي يبالغ في إبراز بعض سمات الشخص ويضخمها، إنها الهياكل الأساسية للأشياء والظواهر والناس التي تنتج عن عمل الادراكات وتبقى كآثار لها.
    2) الصور:
    الصور هي صور الأشياء المادية التي تنطبع وتسجل، وان كل صورة حسية هي عبارة عن عدد كبير من العناصر التي توجد في علاقة محددة من التشابه والاتساق (وتتميز بعمومية مبدأ انتظامها الزمني والمكاني) (2) (وتظهر في وعي الفرد كموضوعات للمعرفة… ) )(3).
    والصورة مركبة ومعقدة تتكون في مستوى ما من مستويات تطور المخطط الأولي أو الهيكلي، وهي اسهل للتناول والاستخدام والمعالجة.
    3) الرموز:
    هي أسماء مقررة تعرف بها الأشياء والظواهر والعمليات كأسماء الأشياء والأرقام. الفرق بين المخطط الأولي والرمز هو أن الأول غير محدد بشكل مسبق إذ يمثل مشهداً ما أو صوتاً معيناً عن طريق الاحتفاظ بالعلاقات المادية التي كانت جزءاً من الخبرة في حين أن الرمز طريقة اصطنعها الإنسان لتحل إشارة ما محل حدث أو واقعة وتستخدم الرموز في عملية تكوين المفاهيم.
    4) المفاهيم:
    المفهوم اكثر ثراءاً وشمولاً من الرمز فهو يحل محل جملة من الصفات المشتركة لفئة من المخططات الأولية أو الصور بينما يحل الرمز محل شيء أو حدث ما أي أن المفهوم صفة أو صفات تشترك فيها عدة أشياء أو ظواهر، ويمتلك بالتالي تلك الخصائص والصفات التي تشترك فيها مجموعة من الخبرات أو الأشياء: الشجرة، النهر، الديمقراطية، الشجاعة.. الخ وتقوم المفاهيم على أبعاد مشتقة من رموز أو صور أو مخططات أولية أو مشاعر مثل اشتقاق الرقم – 5 – من الدائرة واشتقاق مفهوم الخوف من مشاعر الخوف من حيوان ما وللمفاهيم عديد من الصفات نذكر منها:
    (1) درجة التجريد: كلب، صداقة، عدالة
    (2) درجة التعقيد: وتتوقف على عدد الأبعاد أو الصفات وتباين مستوى تمثلها أو استدخالها، وعلى العلاقات القائمة بينها.
    (3) درجة التمايز: وهي الدرجة التي يمكن فيها للمجموعة الأساسية من الصفات المشتركة التي تمثلها هذه المفاهيم أو تلك التي تتمثل في الاشكال المختلفة والمتشابهة التي تحدد النماذج المتباينة للمفهوم.
    مثال: مفهوم المنزل متمايز إلى حد كبير لأنه يتجلى في أشكال عديدة متنوعة: كوخ، قصر، فيلا، بناء.
    بينما المفاهيم المتعلقة بصفات الأشياء متفاوتة التمايز (جذاب، باهت، جميل، قبيح) أما مفهوم أملس فهو قليل التمايز، ومفهوم المعلم متفاوت التمايز: معلم ابتدائي، ثانوي، جامعي، معلم حرفة… الخ.
    (4) مركزية الأبعاد: أي أن الصفة أو الصفات، الخاصية أو الخصائص المسيطرة أو الرئيسية بين الخصائص والأبعاد الأخرى تؤلف قطب الرحى في المفهوم والمرتكزات الأساسية له. فمفهوم الطفل الرضيع يقوم على خاصية العمر أو بعد العمر، ومفهوم الحيوان يقوم على أبعاد التكاثر وهضم الطعام وطرح الفضلات… الخ
    وظائف التفكير
    تتعدد وظائف التفكير لدينا كبشر بتعدد المهمات والمسائل الحيوية التي نجابهها في حياتنا اليومية وتتطلب اجابات وحلولاً مناسبة لها فالتفكير في الأشياء والظواهر والناس والمواقف يؤدي إلى نتائج مختلفة تبعاً لطبيعة المعلومات وكميتها ونوعيتها وللقدرات العقلية والعملية التي يمتلكها الفرد وطبقاً للأهداف المتوخاة من هذه المعالجة ولهذا سننصرف عن مجموعة من الوظائف التي يؤديها التفكير ونقتصر على وظيفتين اساسيتين هما إنشاء المعاني، والاستدلال.
    1) إنشاء المعاني: يعرف المعنى بأنه الفكرة الكلية العامة التي تدل على فئة من الأشياء يشترك افرادها بصفات معينة مميزة متشابهة. ويتم تكوين المعاني بالاعتماد على الادراكات الحسية والخبرات المباشرة أو باستخدام القدرة التمييزية والاعتماد على عمليتي التجريد والتعميم أي بادراك صفة الثبات (التشابه) والتمايز (الاختلاف) في الأشياء… ومع مرور الزمن والتمكن من استخدام اللغة تصبح العملية معتمدة على الرموز أي أن تكون المعاني والمفاهيم تتم بالتدريج وطبقاً لنوع المعاني: حسية مباشرة، شبه حسية وغير مباشرة، عقلية مجردة. ومما يساعد على تكوين المعاني صياغتها بقالب رمزي أو كلامي مما يحررها بالتالي من الواقع الحي ومن الزمان والمكان.
    2) الاستدلال: الاستدلال نوع من المحاكمة (إصدار حكم) أي إقامة علاقة بين حدثين أو ظاهرتين أو مفهومين أحدهما معروف والآخر مجهول. ويعتمد الاستدلال في جوهره على الطبيعة المجردة للعمليات العقلية وهو على نوعين:
    أ) استدلال مباشر أي مستند إلى دليل مادي مباشر وشواهد وقرائن وإمارات مادية حسية.
    ب) استدلال غير مباشر ويستخدم في حال عدم ملائمة الاستدلال المباشر لعدم توفر قرائن وأدلة حسية، كما يحدث عند محاولة حل مشاكل معينة لا تقود فيها الترابطات أو الأحكام إلى الوصول للحل المطلوب عندئذ نلجأ للفروض التي تمتحن ويتم التثبت من صحتها من خلال التجربة الفعلية وفي حال التثبت منها تصبح قانوناً يمكن تعميمه.
    على سبيل المثال: تكون استدلالات الطفل في سن ما قبل المدرسة (من 3-6 سنوات) سببية احيائية نفعية كي تلائم ذاته أو عالمه الذاتي وهي ليست كذلك عند الإنسان الراشد حيث يصبح الاستدلال موضوعياً أو يأخذ هذا المنحى. والتفكير في تصديه للمشكلات وإيجاد الحلول لها وتوليد المعاني والاستدلالات في سياق ذلك يستغرق زمناً ويقوم بسلسلة من الخطوات ريثما يعثر على الحل ويسد الفجوة بين ما هو معلوم ومجهول وهذه الخطوات لها تعاقب منطقي وتسلسل منتظم، ومما يعوق إنشاء المعاني والأفكار أمور عديدة نذكر منها:
    1- عدم وجود تفسير سابق للأشكال أو الموقف المشكل. 2- عدم وجود معلومات وقواعد كافية. 3- وجود قاعدة أو قواعد ثابتة وراسخة يصعب تغييرها. 4- الخوف من الخطأ والنقد والتقويم. 5- تقويم المعاني والأفكار أي إدراك مدى قيمتها وإدراك الجماعة وتقبلها لهذه الأفكار. وكذلك إدراك مدى مخالفتها للمعايير.

    التفكير وطريقة حل المشكلات
    هناك علاقة وثيقة بين التفكير وحل المشكلات؛ ذلك لان حل المشكلات يتحقق حصراً بواسطة التفكير بأنماطه المختلفة، ولا يمكن تحققه عن أي طريق آخر، وان التفكير وطرائقه وأساليبه ونتاجاته تتكون على أفضل وجه في سياق حل المشكلات، أي عندما يصطدم المتعلم باعتباره حلالاً للمشاكل أو المسائل والمهام التعليمية، بالمشكلات والمسائل التي تتناسب مع مستوى نموه العقلي، ويتمكن من التوجه في معطياتها، وصياغتها، ومعرفة حدودها، والحصول على البيانات والمعلومات المتصلة بها، وايجاد حلول لها.
    العوامل المعرقلة لطريقة حل المشكلات..
    توجد عوامل عديدة تعرقل الوصول إلى الحل المناسب للمشكلة وتؤدي إلى استجابات غير ملائمة ولعل من أهمها العوامل التالية:
    1- التهيؤ العقلي: وهو التهيؤ الذي يجعل الفرد يستجيب بطريقة معينة ويحد من مدى الفرضيات المقترحة ويؤدي إلى التعلق بحلول غير ملائمة على الرغم من عدم صلاحيتها.
    2- التثبت الوظيفي: ويشير إلى إصرار الفرد على التمسك بالحلول السائدة.
    3- التنفيذ: وذلك بتطبيق الحلول التي تم التثبت من صحتها.

    طرائق إنشاء المعاني والاستدلالات
    تتعدد الطرائق والأساليب التي يستخدمها التفكير في إنشاء المعاني وتكوين المفاهيم والاستدلالات والمحاكمات، لكننا سنكتفي بذكر الطريقتين الرئيسيتين وهما:
    أ. طريقة الاستنتاج: هو رد الجزئي إلى الكلي أي تطبيق قاعدة على حالة جزئية خاصة ومعرفة وفهم الأشياء والأفكار الخاصة استناداً أو انطلاقاً من القاعدة العامة.
    ب. طريقة الاستقراء: هو جملة الاجراءات التي نقوم بها عند معالجة الحالات الجزئية المتعددة للوصول منها إلى القاعدة العامة والمعاني والعلاقات الكلية. ويتنقل التفكير خلال نشاطه دوماً من الاستنتاج إلى الاستقراء ومن الاستقراء إلى الاستنتاج وهكذا. بمعنى أن كل واحدة من كلا الطريقتين تعتمد على الأخرى وتستفيد منها وتغنيها وتتكامل معها. والالتزام باستخدام الأساليب والأدوات المألوفة والتقليدية في التفكير يقلل من احتمال وصوله إلى حل المشكلة في الوقت المناسب.
    ج. الافتراضات الكامنة التي يفترضها الفرد عن المشكلة أو ما يؤلف أساساً وخلفية لهذه الفروض مثل الاتجاهات والمعتقدات… الخ.

    الخاتمه:لقد ازداد الاهتمام في السنوات الأخيرة بحل المشكلات في إطار سيكولوجية التفكير، والتفكير الابتكاري بصورة خاصة، وفي إطار التربية بصورة عامة، وتتجلى أهمية طريقة حل المشكلات كإحدى أهم طرائق تنمية التفكير في أن المتعلم في شروط المواقف الاشكالية يكتشف عناصر جديدة وينمي أساليب غير مألوفة ويختبر فرضيات وتوقعات من صنعه هو، وبفضل ذلك ونتيجة له يصبح قادراً على تجاوز قدر اكبر من الصعوبات التي تواجهه، وعلى اتخاذ قرارات اكثر دقة وملاءمة.

    المصادر:
    1) أبو خوفا، مراحل النمو، جامعة موسكو، 1972.
    2) تيخامَيروف، ك: سيكولوجية التفكير، جامعة موسكو، 1984.
    3) عبد الستار إبراهيم: أصالة التفكير، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، 1979.
    4) سيد محمد غنيم: سيكولوجية الشخصية، دار النهضة العربية، القاهرة، 1978.
    5) الشبكة العنكبوتية.



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.